الرئيسية
أحدث الصور
bent_lebnen الثلاثاء مارس 23, 2010 2:34 pmد.شوري يتفحص رؤوس البطاطا في أحد الحقول العكارية
لم يستطع المزارعون العكاريون بالرغم من كل التدابير الوقائية التي اتخذوها، توفير الحماية اللازمة لموسم البطاطا الذي كانوا قد بدأوا بزراعته في أواخر شهر كانون الأول. وشكلت الأحوال الجوية غير المألوفة التي شهدها لبنان خلال تلك الفترة لجهة الطقس الحار والرطوبة العالية شكلا الأرضية المناسبة لنمو الفطريات وانتشار الآفات الزراعية المتعددة (اللفحة المبكرة، واللفحة المتأخرة، العفن الجاف، العفن الطري، العفن البني والحقلي، الجرب الفضي...) التي تصيب الموسم وتؤدي الى أضرار مختلفة في النوعية والكمية إذا لم تلق العناية اللازمة. وتزداد خطورة الإصابات، وخصوصاً اللفحة المتأخرة، التي تتسبب في كثير من الأحيان بتلف الموسم كافة، وهي شائعة في الساحل العكاري بسبب الرطوبة، ما يعني أن كارثة حقيقية ستصيب مئات المزارعين المنتشرين ساحلاً في مناطق قعبرين، تل معيان، السماقية، تل حياة، تل بيرة، حكر الضاهري...
وكان مزارعون قد لاحظوا بداية انتشار اللفحة في حقولهم بالرغم من إقدام العديد منهم على استخدام الأدوية الوقائية كـ «المانكوزيب»، أو مواد نحاسية كالجنزارة (ثاني أوكسيد النحاس)، وذلك بعد النصائح والارشادات التي عمدت مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في منطقة العبدة ـ عكار بالتعاون مع المنظمة غير الحكومية «أفريقا 70» إلى إرسالها للمزارعين عبر توجيه رسائل قصيرة عبر الهاتف الخلوي تقدمت من خلالها بالطلب منهم بضرورة اعتماد مكافحة وقائية لـ «لفحة» متأخرة على البطاطا، بسبب الأحوال الجوية غير المألوفة التي يشهدها لبنان.
وفي السياق نفسه عمدت المحطة الى تنظيم محاضرة لشرح آفات البطاطا وطرق معالجة اللفحة من ضمن النشاطات الإرشادية التي تقوم بها، بهدف توعية المزارعين وتعريفهم عن كثب الى المشاكل كافة والطرق العلمية الواجب اتباعها في المعالجة بحسب المواسم والأحوال الجوية لضمان محصول جيد يتمتع بالمقومات التصديرية كافة، خصوصاً أن البطاطا العكارية تشغل حيزاً واسعاً من الأراضي الزراعية، وتعد الزراعة الأولى بالنسبة للعديد من أبناء المنطقة.
وعليه عمد الدكتور إيليا شوري (رئيس فرع وقاية النبات في مصلحة الأبحاث الزراعية ـ تل عمارة) الى شرح أبرز الآفات الزراعية والأمراض الشتوية والفيروسية والحشرات التي تهدد موسم البطاطا، محدداً طرق وأساليب الوقاية والعلاج في حال تقدم المرض، وأوقات الري وطرقه، مشدداً على ضرورة استخدام الأدوية بالطرق الصحيحة لضمان إنتاج أفضل، كما طمأن المزارعين الى نوعية البذار المستورد الموثوق، والجيد لأنه خضع للكشف الدقيق في المرفأ.
وفي حديثه لـ «السفير» يشير شوري إلى أن مصلحة الأبحاث الزراعية قد أجرت مسحاً شاملاً على البطاطا من عكار الى البقاع بطلب من وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حسن الذي سيعقد مؤتمراً صحافياً لإعلان نتيجة الدراسة، مطمئناً المزارعين الى جودة محاصيلهم.
ويلفت مدير المحطة المهندس ميشال عيسى الخوري الى أنه دعا المزارعين مراراً وتكراراً الى ضرورة تسجيل أسمائهم وأرقام الهواتف الخاصة بهم في المصلحة كي يتمكنوا من الحصول على الإرشادات التي تقدمها. كما بشَّرهم باقتراب تشغيل مراصد لقياس رطوبة الجو ومراصد لرطوبة الأرض لتحديد أوقات الري، وتأمين فحص التربة للبساتين التي تعاني من مشاكل كبيرة وتركيب مصائد للحشرات، ما من شأنه مساعدة المزارعين وتخفيف الأعباء المادية عنهم. ويوضح الخوري أن المؤسسة تعمل بشكل رئيس على نظام (IPM) أي الادارة المتكاملة للآفات والاستعمال المناسب للأسمدة الملائمة للتربة من حيث الكم والنوع والتوقيت، كي لا تقطع الحشرة الحد الاقتصادي، «ففعالية الأدوية الزراعية تتوقف بشكل أساس على اختيار التوقيت المناسب لرشها، ويرتبط التوقيت بتغيرات المناخ، ولا سيما من خلال معادلة رياضية بين درجتي الرطوبة والحرارة.
ويتحدث المزارع زاهر المصري من بلدة قعبرين عن صعوبة هذه الزراعة التي لا تسدد كلفتها المرتفعة، من أجور عمال وأسمدة وتكاليف ري، وشراء بذار، «خصوصاً أننا نشتري الطن بـثمانمئة إلى ألف دولار «لذلك نجهد في المحافظة على حقولنا ومعالجتها من الآفات والأمراض كي نحصد إنتاجاً جيداً خالياً من الأمراض وقابلاً للتصدير»، مؤكداً على فائدة الندوات والإرشادات الزراعية ،»التي تنبه المزارع للكثير من الممارسات الزراعية الخاطئة التي لطالما اعتمدناها دون معرفة مدى خطورتها على الإنتاج».
ويشير رئيس تجمع مزارعي البطاطا في الشمال الحج حسين الرفاعي من بلدة السويسة، إلى «أن قطاع البطاطا يعاني من بعض المشاكل وفي مقدمتها مشكلة تصريف الانتاج حيث تغرق الأسواق اللبنانية بالمنتوجات الأجنبية فيما إنتاجنا المحلي يتكدس في البرادات ويتعرض للتلف». ويؤكد الرفاعي إصابة مواسم بعض المزارعين لمشكلة اللفحة المتأخرة خصوصاً «أن منــهم من أقدم على الري خــال فترات الحر الشديد، الا أن المشكلة ما زالت تحت السيطرة ولن تشكل خطراً على الانتاج العام ولا على سمعة البضاعة العكارية
لم يستطع المزارعون العكاريون بالرغم من كل التدابير الوقائية التي اتخذوها، توفير الحماية اللازمة لموسم البطاطا الذي كانوا قد بدأوا بزراعته في أواخر شهر كانون الأول. وشكلت الأحوال الجوية غير المألوفة التي شهدها لبنان خلال تلك الفترة لجهة الطقس الحار والرطوبة العالية شكلا الأرضية المناسبة لنمو الفطريات وانتشار الآفات الزراعية المتعددة (اللفحة المبكرة، واللفحة المتأخرة، العفن الجاف، العفن الطري، العفن البني والحقلي، الجرب الفضي...) التي تصيب الموسم وتؤدي الى أضرار مختلفة في النوعية والكمية إذا لم تلق العناية اللازمة. وتزداد خطورة الإصابات، وخصوصاً اللفحة المتأخرة، التي تتسبب في كثير من الأحيان بتلف الموسم كافة، وهي شائعة في الساحل العكاري بسبب الرطوبة، ما يعني أن كارثة حقيقية ستصيب مئات المزارعين المنتشرين ساحلاً في مناطق قعبرين، تل معيان، السماقية، تل حياة، تل بيرة، حكر الضاهري...
وكان مزارعون قد لاحظوا بداية انتشار اللفحة في حقولهم بالرغم من إقدام العديد منهم على استخدام الأدوية الوقائية كـ «المانكوزيب»، أو مواد نحاسية كالجنزارة (ثاني أوكسيد النحاس)، وذلك بعد النصائح والارشادات التي عمدت مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في منطقة العبدة ـ عكار بالتعاون مع المنظمة غير الحكومية «أفريقا 70» إلى إرسالها للمزارعين عبر توجيه رسائل قصيرة عبر الهاتف الخلوي تقدمت من خلالها بالطلب منهم بضرورة اعتماد مكافحة وقائية لـ «لفحة» متأخرة على البطاطا، بسبب الأحوال الجوية غير المألوفة التي يشهدها لبنان.
وفي السياق نفسه عمدت المحطة الى تنظيم محاضرة لشرح آفات البطاطا وطرق معالجة اللفحة من ضمن النشاطات الإرشادية التي تقوم بها، بهدف توعية المزارعين وتعريفهم عن كثب الى المشاكل كافة والطرق العلمية الواجب اتباعها في المعالجة بحسب المواسم والأحوال الجوية لضمان محصول جيد يتمتع بالمقومات التصديرية كافة، خصوصاً أن البطاطا العكارية تشغل حيزاً واسعاً من الأراضي الزراعية، وتعد الزراعة الأولى بالنسبة للعديد من أبناء المنطقة.
وعليه عمد الدكتور إيليا شوري (رئيس فرع وقاية النبات في مصلحة الأبحاث الزراعية ـ تل عمارة) الى شرح أبرز الآفات الزراعية والأمراض الشتوية والفيروسية والحشرات التي تهدد موسم البطاطا، محدداً طرق وأساليب الوقاية والعلاج في حال تقدم المرض، وأوقات الري وطرقه، مشدداً على ضرورة استخدام الأدوية بالطرق الصحيحة لضمان إنتاج أفضل، كما طمأن المزارعين الى نوعية البذار المستورد الموثوق، والجيد لأنه خضع للكشف الدقيق في المرفأ.
وفي حديثه لـ «السفير» يشير شوري إلى أن مصلحة الأبحاث الزراعية قد أجرت مسحاً شاملاً على البطاطا من عكار الى البقاع بطلب من وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حسن الذي سيعقد مؤتمراً صحافياً لإعلان نتيجة الدراسة، مطمئناً المزارعين الى جودة محاصيلهم.
ويلفت مدير المحطة المهندس ميشال عيسى الخوري الى أنه دعا المزارعين مراراً وتكراراً الى ضرورة تسجيل أسمائهم وأرقام الهواتف الخاصة بهم في المصلحة كي يتمكنوا من الحصول على الإرشادات التي تقدمها. كما بشَّرهم باقتراب تشغيل مراصد لقياس رطوبة الجو ومراصد لرطوبة الأرض لتحديد أوقات الري، وتأمين فحص التربة للبساتين التي تعاني من مشاكل كبيرة وتركيب مصائد للحشرات، ما من شأنه مساعدة المزارعين وتخفيف الأعباء المادية عنهم. ويوضح الخوري أن المؤسسة تعمل بشكل رئيس على نظام (IPM) أي الادارة المتكاملة للآفات والاستعمال المناسب للأسمدة الملائمة للتربة من حيث الكم والنوع والتوقيت، كي لا تقطع الحشرة الحد الاقتصادي، «ففعالية الأدوية الزراعية تتوقف بشكل أساس على اختيار التوقيت المناسب لرشها، ويرتبط التوقيت بتغيرات المناخ، ولا سيما من خلال معادلة رياضية بين درجتي الرطوبة والحرارة.
ويتحدث المزارع زاهر المصري من بلدة قعبرين عن صعوبة هذه الزراعة التي لا تسدد كلفتها المرتفعة، من أجور عمال وأسمدة وتكاليف ري، وشراء بذار، «خصوصاً أننا نشتري الطن بـثمانمئة إلى ألف دولار «لذلك نجهد في المحافظة على حقولنا ومعالجتها من الآفات والأمراض كي نحصد إنتاجاً جيداً خالياً من الأمراض وقابلاً للتصدير»، مؤكداً على فائدة الندوات والإرشادات الزراعية ،»التي تنبه المزارع للكثير من الممارسات الزراعية الخاطئة التي لطالما اعتمدناها دون معرفة مدى خطورتها على الإنتاج».
ويشير رئيس تجمع مزارعي البطاطا في الشمال الحج حسين الرفاعي من بلدة السويسة، إلى «أن قطاع البطاطا يعاني من بعض المشاكل وفي مقدمتها مشكلة تصريف الانتاج حيث تغرق الأسواق اللبنانية بالمنتوجات الأجنبية فيما إنتاجنا المحلي يتكدس في البرادات ويتعرض للتلف». ويؤكد الرفاعي إصابة مواسم بعض المزارعين لمشكلة اللفحة المتأخرة خصوصاً «أن منــهم من أقدم على الري خــال فترات الحر الشديد، الا أن المشكلة ما زالت تحت السيطرة ولن تشكل خطراً على الانتاج العام ولا على سمعة البضاعة العكارية
