A7la-SodFa

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
A7la-SodFa

::::::::Welcome :::::::: A7la-SodFa Voice Chat


    تناول رموز السياسة في لبنان.. حلال أم حرام؟

    bent_lebnen
    bent_lebnen
    Admin


    عدد المساهمات : 325
    تاريخ التسجيل : 20/03/2010

    تناول رموز السياسة في لبنان.. حلال أم حرام؟ Empty تناول رموز السياسة في لبنان.. حلال أم حرام؟

    مُساهمة  bent_lebnen الثلاثاء مارس 30, 2010 12:20 am

    طرح مشهد تمثيلي ساخر في البرنامج الانتقادي «بس مات وطن»، لمخرجه شربل خليل على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال (ال. بي. سي)، قضية حرية التعبير، بعد تناوله شخصية الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ حسن نصر الله. وكان المشهد الفكاهي، الذي قدم أخيرا، قد اثار غضب مؤيدي الحزب الذين تدافعوا الى الشوارع في بيروت وبعض المناطق وأشعلوا اطارات السيارات وقاموا بأعمال شغب، فيما تم توقيف البرنامج بذريعة انطلاق مونديال كرة القدم. وقد برر المسؤولون في الحزب ما حصل بانه بقي في خانة ردة الفعل العفوية. لكن هذا التبرير لا يلغي سؤالا عن جوهر القضية وهي: هل اصبح تناول رموز السياسة في لبنان محرما، وتحديدا اذا كانوا رجال دين؟ بيار الضاهر رئيس مجلس ادارة ال. بي. سي، أكد موقع نصر الله الديني والوطني واحترام المؤسسة له، كما أكد نصوص الدستور التي تضمن حقوق اللبنانيين والمساواة بينهم. وأشار الى صعوبة الفصل بين رجل الدين ورجل السياسة، خصوصا اذا كان التداخل قائما وجامعا للصفتين في شخص واحد.
    وفي اتصال اجرته «الشرق الاوسط» مع مخرج البرنامج شربل خليل، افاد بانه قدم المشهد وفق رؤية سياسية لا علاقة لها بالطائفية. وان الامر لا يستحق ردة الفعل التي حصلت ولا يجد لها تفسيرا سوى انها نتيجة للنفوس المشحونة. وقال: «ليقنعوني بماذا اسأت. فظهور شخصية نصر الله في البرنامج لم يرد بدافع الاهانة او الانتقام او السخرية. اعمل منذ 11 عاماً، انتقدت خلالها جميع الزعماء والسياسيين ولم اتعرض لموقف كهذا. وعن استدعائه من قبل مديرية الأمن العام للتحقيق معه، اوضح خليل ان وزير الاعلام غازي العريضي تابع الموضوع واجرى اتصالا مع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ووزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت، ثم طلب اليه عدم تلبية استدعاء الأمن العام، معلنا رفضه الممارسات التي كانت تقوم بها الاجهزة عندما كانت تحكم لبنان، وموضحا ان «الاعلام له مرجعيتان، هما الوزارة والمجلس الوطني للاعلام. وفيهما يناقش هذا الامر». وبالفعل ناقش المجلس الوطني للاعلام قضية تناول شخصية نصر الله في مشهد فكاهي، وأكد ان ال. بي. سي ارتكبت مخالفة من خلال هذا المشهد، ورفع توصية بهذا الشأن الى مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب. مجددا دعوته المؤسسة الى الاستجابة لطلب ودي وحل يجنب الوضع سوء التفاهم الاعلامي والسياسي، وذلك بتقديمها اعتذارا عما جرى، مشيرا الى «ان المواقف تقاس في ضوء التجاذب والانقسام الحاصلين في لبنان، وليس باعتبار القانون هو المرجع ومبدأ الصواب والخطأ».
    المسؤول الاعلامي في حزب الله حسين رحال قال لـ«الشرق الاوسط» ان «حرية التعبير ميزة من ميزات لبنان الجوهرية، وغيابها يفقده احد معاني وجوده، ولكن يجب ان تبقى هذه الحرية تحت القانون وتحترم تنوعات الثقافة الموجودة». وأضاف: «ما حصل تلفزيونيا مس بعدد من المسائل التي تتعلق بالضوابط القانونية التي ترعى الاعلام المرئي والمسموع وقانون المطبوعات ومبدأ حقوق الانسان وعدم التعرض للاشخاص المعنويين والعاديين بالقدح والذم والاهانة الشخصية». وعدا المخالفات القانونية، اعتبر رحال ان المشهد لم يراع الذوق العام وانماط التفكير والثقافة التعددية واحترام خصوصيات كل فئة من فئات الشعب اللبناني. وأكد ان الموضوع لا يتعلق بسعي الى «تقديس» نصر الله وإرهاب من يحاول تناوله في الاعلام، «فالامين العام للحزب الله مثله مثل اي شخصية أخرى تعمل في الشأن العام، يحق للناس والاعلام توجيه النقد اليه، ولكن ليس الاساءة والتجريح. والامر لا يقتصر على نصر الله وانما ينسحب على اي رمز من الرموز الوطنية والدينية في لبنان والعالم العربي».
    واذ وافق رحال على ان لبنان يعيش حالة من التجييش الاعلامي، الذي يتولاه كل فريق عبر محطاته التلفزيونية والاذاعية والصحف الموالية له، قال: «نحن لا نطالب بأي شيء لنا دون سوانا. المطلوب تطبيق القانون فقط. فالمرض في قلب نظامنا وليس في وسائلنا الاعلامية. ونحن بحاجة الى اعلام منطقي وموضوعي ومضبوط وانما ليس ممسوكا».
    رسام الكاريكاتور بيار صادق، بادر بعد تداعيات المشهد الفكاهي الى رسم نصر الله بشكل طريف وقرن الرسم بعبارة «صنع في لبنان». قال لـ«الشرق الاوسط»، انه تعرض لعتاب من «حزب الله»، فسارع الى الاتصال بمكتب نصر الله وتحدث مع سكرتيره موضحا انه يصر على حرية التعبير منذ اربعين عاما ولا يوفر شخصية دينية او سياسية الى اي طائفة انتمت من انتقاداته. ولكنه لا يسمح للسخرية بأن تذهب ابعد مما هو قائم على ادبيات النقد واحترام الاخر. وأضاف: «المطلوب من الذين يعملون في هذا المجال تطبيق رقابة ذاتية تحفظ خصوصيات البلد. لكن ما ظهر في المشهد المذكور لا يستحق ان يتحول الى قضية مثل قضية الرسوم الكاريكاتورية. وردة الفعل كانت اسوأ من الفعل ولا مبرر لوصولها الى هذا الحد».
    والمعروف ان صادق هو مبتكر شعارات كاريكاتورية رافقت اشهر الشخصيات السياسية اللبنانية. ومنها السيكار والقرنفلة للرئيس الراحل صائب سلام. والطربوش للرئيس الراحل تقي الدين الصلح والزي الكهنوتي اليسوعي للرئيس الراحل شارل حلو «للاشارة الى براعته في الكذب الدبلوماسي»، والبندقية والشروال للرئيس الراحل سليمان فرنجية، والبيجاما للرئيس السابق رشيد الصلح وربطة العنق الطويلة للرئيس السابق سليم الحص.
    واستعاد صادق تجربته الخاصة وقال: «انا تعرضت الى الملاحقة بسبب رسومي ووقفت في المحكمة العسكرية عدة مرات، وذلك في ستينات وسبعينات القرن الماضي». لكن الامور في الماضي لم تكن تتفاعل بحساسية دينية، وانما بحساسية سياسية من جانب الاجهزة الأمنية. هذه الظاهرة بدأت مع الامام الخميني في 1979. وشهدنا تغيّرا باتجاه التزمت. واليوم نشهد هجمة أصولية على تناول المفاهيم الدينية في الاعلام، بمعزل عن التزام صاحبها بأدبيات الاعلام». ياسمين دبوس استاذة الاعلام في الجامعة اللبنانية الاميركية في بيروت، اوضحت ان الامر لا يتعلق بقانون الاعلام وانما بالخط الرفيع الذي يحفظ الحقوق النفسية والمعنوية وحرية التعبير. «وعبر هذه الآداب يمكن للاعلامي ان يحدد الاختلاف بين الحق والباطل. وانعدام القدرة على التمييز يؤدي الى مآزق عدة». لكن دبوس لم تجد في المشهد ما يستحق ان يتحول الى سابقة قد تنسحب في المستقبل على شخصيات أخرى من منطلقات متعددة، تسببها الحساسيات الدينية والسياسية في لبنان. وقالت: «ما دام نصر الله يتعاطى السياسة. حق الكاريكاتور والانتقاد الساخر موجود، طالما الامر لم يتجاوز السياسة الى الدين وطالما بقي الاحترام للناحية الدينية موجودا». لكنها تعترف بان الامر ليس سهلا. وتوافق على ضرورة «ان يمارس الاعلامي رقابة ذاتية، على ان يرفض اي رقابة خارجية. لأن هذه الرقابة ترتبط غالبا بأجندة من يفرضها وتؤدي الى الانحياز الى فريق معين دون غيره، إضافة الى ان هذه الرقابة هي غالبا استنسابية». ولا تقبل دبوس أن يكون تعبير الرأي العام هو المقياس، لانه خاضع لوجهات نظر واتجاهات غرائزية ما يدفع الى تداخل الامور وربما يلغي الحدود المنطقية، في حين ان الاعلامي يعرف كيف يتعامل مع الخبر بموضوعية ويجيد تقدير الامور والعمل بموجب المعطيات المتوافرة لديه

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 1:08 pm